the brather المدير
البلد/الجنسية : العمل/المهنة : الجنس : عدد المساهمات : 414 نقاط : 1091 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 01/08/1987 العمر : 37 صفحة الانترنت : www.4students.1fr1.net
| موضوع: من كتاب الوجد والكآبة / العلمي الدريوش الإثنين أغسطس 17, 2009 12:19 pm | |
| من كتاب الوجد والكآبة العلمي الدريوش
1 ـ فصل الكبوة والهواجس
لافتـة: صحوتَ وأوقدْتَ للجهلِ نارا وردَّ عليكَ الصّبـا ما استعارا ربَّما سرَّكَ البعيدُ وَأصْلا كَ القريبُ النَّسيبُ ناراً وعارا بشار بن برد يولدُ العشقُ أعْمى . . فوا عجبا ، عاشقٌ يُبصرُ الطَّريقَ في سوادِ اللّيالي إليكِ ! يَكْبرُ العِشقُ ناراً ودفْلى . . فوا عجبا ، قلبٌ ينامُ في سريرِ غَضاكِ ! دفْلاكِ تصبحُ أشْهى وأحْلى !
* * * يذبلُ العشقُ ذلاًّ وغمّا على عاشقٍ باعَ مهْر عبلاهُ ليسْقي قيصرَ الصّحراء خمْرا ! يذرفُ دمعاً وشِعرا على عاشقٍ ضاجَع هيلينَ في خِدرِ لَيلى !
* * * يكتبُ التّاريخُ ما يشاءُ ويكتبُ قلبي ما يشاءُ : كتابا من الوَجْد والكآبةْ . . تقولُ العناقيدُ في دواليهِ ، من غيرِ طبلٍ أوْ ربابةْ , بهَذا الهُيامِ أنتَ أصْفى وأوْلى .
* * * وُلدتْ كلِماتي من رحِم الشّمسِ لتَمْحو لحافَ الظّلام عن وَجْنتَيكِ . . فَلا تَحْزني لتَصافحِ النَّهرِ والبحرِ. . ولا تَحْزني لتصافحِ الجذْبِ والغمْرِ. . وُلدتْ عَناقيدي من سوْسنِ الهمْسِ في حقولِ عينيكِ . . فلا تحْزني لتنابُذ الألوانِ ، لاِندحارِ الأُقْحوانِ ، لانتصارِ الكاكيِّ في زيِّ البُرتقالِ . . ولا تحْزني لاندلاعِ الأُنوثةِ في بعضِ الرِّجالِ . * * * سآتيكِ موْلاتي وجعاً حكيماً لا يُطاقُ . . أفْقأُ ما تبقَّى من عيونٍ ، أقودُها إلى مملكةِ احْتراقي . . فانْزفي بالوردِ ، دثِّري بالجَمرِ أزمنةَ اخْتفائي . . أَطفئي الجوعَ في أمعاءِ سمْعي بنشيدٍ من لهيبِ العناقِ . . لعلَّ يوما شغوفاً يُخبِّركِ عن فواكِه الضِّياءِ في عَنائي ، عن قَوافلِ النُّجومِ في انْطِفائي . 2 ـ فصل الإصرار والانتظار لافتـة: هَل تعْرفينَ وراءَ الحبِّ منزلةً تُدْني إليكِ فإنَّ الحبَّ أقْصاني حتّـام قلبي مشْغـولٌ بذكْركم يَهذي وَقلبُكِ مَربوطٌ بنسْياني إنّي لمنتظرٌ أقْصى الزَّمان بها إنْ كان أدْناهُ لا يصْفو لحرانِ بشار بن برد كان صباحاً مرْمريّاً يُجدَلُ سجّادةَ عشْقٍ بمعْبد البوْحِ . . ودخلتُ موْلاتي : فوقَ كلِّ حرْفٍ شهيدُ وورْدة . . والدَّليلُ إليكِ جُرحي ما زالَ في البياض يقْدحُ زنْده .
* * * كانَ " لوكوسُ " صهْراً لروحي والبَساتينُ أهْلي حينَ كانت يداكِ تاج الفُتوحِ . . فاذْكريني ، في انْدحارِ البُرتغالِ ، في شُموخِ الضِّفافِ ،
في عنادِ السُّفوحِ ، في رشادِ البرتقالِ . . واذْكريني ، في سنابكِ الخَيلِ ، في اشتعالِ " هسبريس " ، في تراجعِ اللَّيـلِ ، في سبعةٍ من الرّجالِ . .
* * * كانَ بيْني وبيْنكِ عهدٌ ووعْدُ . . صار بيْني وبيْنكِ سدٌّ وصدُّ .. . كان بيْني وبيْنكِ زهرٌ وورْدُ . . صار بيْني وبيْنكِ جزْرٌ ومدُّ . . أقولُ : ها جَسدي مُتْعبٌ بالحَصادِ . . ها فُؤادي مثْقلٌ بالغيومِ والمِدادِ . . والنّحْلُ يَحْملُ لغْزَه للرّحيقِ ، والبحْرُ يكْشفُ سرَّهُ للْغريقِ . . فاعْتَصريني تَعرِفيني ، وإنْ تَشائي اجْدليني على صَدْرِ " بابِ الوادي " (*) حريراً من الذِّكرياتِ ، أو هوْدجاً مِن الشِّعرِ والطِّينِ .
* * * قَسماً أعودُ ، رِياحاً من العِشقِ والمَعْنى تُدحْرِج الصَّمتَ والموتَ مِن قَواقعِ الشّعراءِ . . كِتاباً من الظِّلِّ واللّوزِ ، فاسْتظلِّي واقْرئيني : أنا همسةٌ من الضِّياءِ في مَفاصلِ " الأَقواسِ " ، في تَضاعفِ الضُّعفاءِ . . أنا طَعنةٌ من الأَمام والوَراءِ في نياشينِ الجُندِ والحُرّاسِ ، في مجالسِ " الْعري والعرباتِ " ، في " تَكرُّش الأشياءِ " . . قَسماً أعودُ ، فلا تصْفعيني بالبضائعِ والدُّخلاءِ . . قَسماً أعودُ ، لَو تُطاوعيني ! أنا آخر صَوتٍ إليكِ من منبرِ السّماءِ . . أنا آخِر قطرٍ من كُرومِ السَّحابِ لأبنائكِ الغرباءِ . ________________________________________ (*) " باب الوادي " أعرق حي بمدينة القصر الكبير
| |
|